تكون البركان

ما هو البركان؟ البركان ((جبل من نار)) تخرج منه مادة تخرج من باطن الأرض وكان الناس في العصور القديمة يعتقدون أن البراكين مساكن للآلهة . لكننا نعلم اليوم أن البراكين تشق عادة منفذا لها في المناطق الضعيفة من القشرة الأرضية (الأديم). وعلى غرار الزلازل ، تحدث أكثرية الثورانات البركانية في مناطق التقاء الألواح التكتونية المختلفة التي تؤلف قشرة الأرض في البراكين، تشق الصخور المصهورة في باطن الأرض (الصهارة) والغازات الساخنة طريقها عبر الحفر والشقوق لتجد لها منفذا على السطح.
تتشكل الصهارة التي تقذفها البراكين في منطقة واقعة على عمق يتراوح بين 100 و320 كلم تقريباً تحت سطح الأرض. وتتعرض الصخور في تلك المنطقة لدرجات حرارة شديدة الارتفاع قريبة من درجة انصهار المادة الصخرية ! .


البراكين الهامدة :

لاتبقى البراكين في ثوران دائم بل هناك براكين خامدة (براكين لن تعود إلى الثوران من جديد ) وبراكين كامنة صلبة من اللابة منفذ البراكين فلا يظهر أي تغير في الخارج بينما تتراكم الغازات الحارة تحت السدادة على مدى مئات السنين . ويزداد ضغط الغازات داخل البركان حتى يؤدي في النهاية إلى انفجار قمة البركان وحدوث ثورا ن بركاني عنيف يباغت سكان المنطقة. لا تتوزع البراكين بشكل عشوائي على سطح الأرض بل تكثر في المناطق المعروفة (بالنقاط الساخنة) الواقعة فوق مناطق الاندساس مباشرة وعلى طول سلاسل الجبال المحيطية .


ثوران البركان :

هل تعلم أن هناك عوامل عديدة تؤثر في الطريقة التي يثور بها البركان؟ تختلف البراكين بطرق ثورانها ، ويتوقف عنف الثوران على محتوى الصهارة من الماء والسليكا . فالماء يؤثر في قوة البخار الانفجارية بينما تُحدد السليكة درجة ِلزوجة الصهارة . إلى جانب ذلك ، يمكن أن يتغير نمط ثوران البركان من الزمن . فعلى سبيل المثال ، يقذف الكثير من البراكين الحديثة التكوين لابة سائلة القوام ، ومع الوقت تصبح ثورانات هذه البراكين من النوع
الانفجاري . ويبدو الأمر كما لو أن البراكين القديمة ترغب في الظهور بفخامة وأبهة . ويؤثر أيضا شكل عنق البركان (الفجوة الأنبوبية) وحجمه في ثوران البركان . فعندما يكون العنق طويلا جدا ، تقذف الغازات بسر عات كبيرة وترتفع عالياً في الجو . بعد بدء ثوران البركان ، تستمر العملية بفضل نوع من التفاعل المسلسل حتى بلوغ مستويات منخفضة في الحجرة الصهارية ، حيث الغازات أقل واللزوجة أكبر .


أنواع البراكين :

يعتبر تصنيف البراكين أمراً شاقاً وعسيراً فكل بركان يمكن أن يثور بعدة طرق مختلفة حتى إنه يمكن أن يغير طريقة ثورانه في المرة الواحدة . وهناك ثلاث فئات رئيسية من البراكين الثائرة : البراكين الانفجارية والبراكين الهادئة والبراكين المتوسطة النوع . البراكين الانفجارية هي التي تستيقظ بعنف وبشكل مفاجئ وتشكل عادة مخروطا شديد التحدر من الرماد البركاني تخرج الغازات الحارة إلى السطح عبر فتحة في قمة البركان تعرف بالهوة ويندفع الرماد الحار والجمر في الجو وتقذف قطع من الصخر المصهور (اللابة) إلى مسافات بعيدة . من جهة أخرى تسيل اللابة في البراكين الهادئة بشكل متدفق وهادئ عبر الشقوق والثقوب ونجد أيضا العديد من الحالات المتوسطة في البراكين التي تناوب مراحل تُطلق فيها اللابة بهدوء وانسياب ومراحل يُقذف فيها الرماد والغازات بعنف ما يؤدي إلى تشكل مخاريط تتناوب فيها طبقات اللابة وطبقات الرماد .