وهي مكية كلها.
بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ حم { 1 } تَنْزِيلُ الْكِتَابِ مِنَ اللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ { 2 } إِنَّ فِي السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ لآيَاتٍ لِلْمُؤْمِنِينَ { 3 } وَفِي خَلْقِكُمْ وَمَا يَبُثُّ مِنْ دَابَّةٍ آيَاتٌ لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ { 4 } وَاخْتِلافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَمَا أَنْزَلَ اللَّهُ مِنَ السَّمَاءِ مِنْ رِزْقٍ فَأَحْيَا بِهِ الأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا وَتَصْرِيفِ الرِّيَاحِ آيَاتٌ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ { 5 } تِلْكَ آيَاتُ اللَّهِ نَتْلُوهَا عَلَيْكَ بِالْحَقِّ فَبِأَيِّ حَدِيثٍ بَعْدَ اللَّهِ وَآيَاتِهِ يُؤْمِنُونَ { 6 } سورة الجاثية آية 1-6 .
حم { 1 } تَنْزِيلُ الْكِتَابِ مِنَ اللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ { 2 } إِنَّ فِي السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ لآيَاتٍ لِلْمُؤْمِنِينَ { 3 } وَفِي خَلْقِكُمْ سورة الجاثية آية 1-4 من تراب ، يعني : خلق آدم من نطفة ، ثم من علقة ، ثم من مضغة ، وفي الأسماع والآذان وما لا يُحصى من خلق الله في الإنسان ، وَمَا يَبُثُّ سورة الجاثية آية 4 يَخْلُق.
قال محمدٌ : يَبُثُّ سورة الجاثية آية 4 فيه لغتان تقول : بَثَثْتُكَ ما في نفسي ، وأَبْثَثْتُكَ أي : بسطته لك.
آيَاتٌ لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ سورة الجاثية آية 4 .
قال محمدٌ : من قرأ آيَاتٌ سورة الجاثية آية 4 بالرفع فعلى الاستثناء والمعنى : وفي خلقكم آياتٌ.
وَاخْتِلافِ سورة الجاثية آية 5 أي : وفي اختلاف اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَمَا أَنْزَلَ اللَّهُ مِنَ السَّمَاءِ مِنْ رِزْقٍ سورة الجاثية آية 5 يعني : المطر فيه أرزاق الخلق فَأَحْيَا بِهِ الأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا سورة الجاثية آية 5 بعد إذ كانت يابسة لا نبات فيها.
وَتَصْرِيفِ سورة الجاثية آية 5 أي : وتلوين الرِّيَاحِ سورة الجاثية آية 5 في الرحمة والعذاب آيَاتٌ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ سورة الجاثية آية 5 وهم المؤمنون.
فَبِأَيِّ حَدِيثٍ بَعْدَ اللَّهِ وَآيَاتِهِ يُؤْمِنُونَ سورة الجاثية آية 6 يصدقون أي : ليس بعد ذلك إلا الباطل.
وَيْلٌ لِكُلِّ أَفَّاكٍ أَثِيمٍ { 7 } يَسْمَعُ آيَاتِ اللَّهِ تُتْلَى عَلَيْهِ ثُمَّ يُصِرُّ مُسْتَكْبِرًا كَأَنْ لَمْ يَسْمَعْهَا فَبَشِّرْهُ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ { 8 } وَإِذَا عَلِمَ مِنْ آيَاتِنَا شَيْئًا اتَّخَذَهَا هُزُوًا أُولَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ مُهِينٌ { 9 } مِنْ وَرَائِهِمْ جَهَنَّمُ وَلا يُغْنِي عَنْهُمْ مَا كَسَبُوا شَيْئًا وَلا مَا اتَّخَذُوا مِنْ دُونِ اللَّهِ أَوْلِيَاءَ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ { 10 } هَذَا هُدًى وَالَّذِينَ كَفَرُوا بِآيَاتِ رَبِّهِمْ لَهُمْ عَذَابٌ مَنْ رِجْزٍ أَلِيمٌ { 11 } سورة الجاثية آية 7-11 .
وَيْلٌ لِكُلِّ أَفَّاكٍ سورة الجاثية آية 7 أي : كذاب أَثِيمٍ سورة الجاثية آية 7 يعني : المشرك.
ثُمَّ يُصِرُّ سورة الجاثية آية 8 على ما هو عليه مُسْتَكْبِرًا سورة الجاثية آية 8 عن عبادة الله كَأَنْ لَمْ يَسْمَعْهَا سورة الجاثية آية 8 يعني : آيات الله ، أي : بلى قد سمعها ، وقامتْ عليه الحجَّةُ بها.
مِنْ وَرَائِهِمْ جَهَنَّمُ سورة الجاثية آية 10 يعني : أمامهم وهي كلمة عربية ، تقول للرجل : من ورائك كذا ، لأمر سيأتي عليه.
قال محمدٌ : وقد يكون وراء بمعنى بَعْدُ ، وقد تقدم ذكر هذا.
وَلا يُغْنِي عَنْهُمْ مَا كَسَبُوا شَيْئًا سورة الجاثية آية 10 .
تفسير الحسن : ما عملوا من الحسنات ، يبطل الله أعمالهم في الآخرة وَلا مَا اتَّخَذُوا مِنْ دُونِ اللَّهِ أَوْلِيَاءَ سورة الجاثية آية 10 آلهة ، يعني : الأوثان التي عبدوها لا تغني عنهم شيئًا.
قوله : هَذَا سورة الجاثية آية 11 يعني : القرآن هُدًى سورة الجاثية آية 11 يهتدون به.
قوله : لَهُمْ عَذَابٌ مَنْ رِجْزٍ أَلِيمٌ سورة الجاثية آية 11 أي : موجع.
اللَّهُ الَّذِي سخَّرَ لَكُمُ الْبَحْرَ لِتَجْرِيَ الْفُلْكُ فِيهِ بِأَمْرِهِ وَلِتَبْتَغُوا مِنْ فَضْلِهِ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ { 12 } وَسَخَّرَ لَكُمْ مَا فِي السَّمَوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ جَمِيعًا مِنْهُ إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ { 13 } سورة الجاثية آية 12-13 .
وَلِتَبْتَغُوا مِنْ فَضْلِهِ سورة الجاثية آية 12 يعني : طلب التجارة في السَّفَر وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ سورة الجاثية آية 12 لكي تشكروا ، أي : تؤمنوا وَسَخَّرَ لَكُمْ سورة الجاثية آية 13 أي خلق لكم مَا فِي السَّمَوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ جَمِيعًا مِنْهُ سورة الجاثية آية 13 أي : كل ذلك تفضُّلٌ منه ، يعني : مما سخّر في السماوات : الشمسَ والقمر والنجوم والمطر ، وبما سخر في الأرض : الأنهار والبحار وما ينبت في الأرض من النبات ، وما يستخرج من الذهب والفضة وغير ذلك مما يُنْتَفَعُ به ، فذلك كلّه بتسخير الله.
قُلْ لِلَّذِينَ آمَنُوا يَغْفِرُوا لِلَّذِينَ لا يَرْجُونَ أَيَّامَ اللَّهِ لِيَجْزِيَ قَوْمًا بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ { 14 } مَنْ عَمِلَ صَالِحًا فَلِنَفْسِهِ وَمَنْ أَسَاءَ فَعَلَيْهَا ثُمَّ إِلَى رَبِّكُمْ تُرْجَعُونَ { 15 } سورة الجاثية آية 14-15 .
قُلْ لِلَّذِينَ آمَنُوا يَغْفِرُوا لِلَّذِينَ لا يَرْجُونَ أَيَّامَ اللَّهِ سورة الجاثية آية 14 يعني : المشركين ، فأمر الله المؤمنين أن يغفروا لهم لِيَجْزِيَ قَوْمًا بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ سورة الجاثية آية 14 يعملون ، يجزي المؤمنين بحلمهم عن المشركين ، ويجزي المشركين بشركهم ، وكان هذا قبل أن يؤمروا بقتالهم ، ثم نسخ ذلك بالقتال.
مَنْ عَمِلَ صَالِحًا فَلِنَفْسِهِ سورة الجاثية آية 15 أي : يجده عند الله وَمَنْ أَسَاءَ فَعَلَيْهَا سورة الجاثية آية 15 أي : فعلى نفسه.
وَلَقَدْ آتَيْنَا بَنِي إِسْرَائِيلَ الْكِتَابَ وَالْحُكْمَ وَالنُّبُوَّةَ وَرَزَقْنَاهُمْ مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَى الْعَالَمِينَ { 16 } وَآتَيْنَاهُمْ بَيِّنَاتٍ مِنَ الأَمْرِ فَمَا اخْتَلَفُوا إِلا مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْعِلْمُ بَغْيًا بَيْنَهُمْ إِنَّ رَبَّكَ يَقْضِي بَيْنَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فِيمَا كَانُوا فِيهِ يَخْتَلِفُونَ { 17 } سورة الجاثية آية 16-17 .
وَلَقَدْ آتَيْنَا بَنِي إِسْرَائِيلَ الْكِتَابَ سورة الجاثية آية 16 أي : أنزلناه عليهم وَالْحُكْمَ سورة الجاثية آية 16 ، قال قتادة : يريد الحِكْمة ، وهي السُّنَّة وَرَزَقْنَاهُمْ مِنَ الطَّيِّبَاتِ سورة الجاثية آية 16 ما أحلّ لهم وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَى الْعَالَمِينَ سورة الجاثية آية 16 يعني : عالمي زمانهم فَمَا اخْتَلَفُوا إِلا مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْعِلْمُ بَغْيًا بَيْنَهُمْ سورة الجاثية آية 17 أرادوا الدنيا ورخاءها ، فغيَّروا كتابهم وأحلّوا فيه ما شاءوا وحرّموا ما شاءوا ، فترأَّسوا على الناس يستأكلونهم إِنَّ رَبَّكَ يَقْضِي بَيْنَهُمْ سورة الجاثية آية 17 الآية فيكون قضاؤُه فيهم أن يدخل المؤمنين منهم الذين تمسكوا بدينهم الجنة ، ويدخل الكافرين النار.
ثُمَّ جَعَلْنَاكَ عَلَى شَرِيعَةٍ مِنَ الأَمْرِ فَاتَّبِعْهَا وَلا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَ الَّذِينَ لا يَعْلَمُونَ { 18 } إِنَّهُمْ لَنْ يُغْنُوا عَنْكَ مِنَ اللَّهِ شَيْئًا وَإِنَّ الظَّالِمِينَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ وَاللَّهُ وَلِيُّ الْمُتَّقِينَ { 19 } هَذَا بَصَائِرُ لِلنَّاسِ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ { 20 } أَمْ حَسِبَ الَّذِينَ اجْتَرَحُوا السَّيِّئَاتِ أَنْ نَجْعَلَهُمْ كَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَوَاءً مَحْيَاهُمْ وَمَمَاتُهُمْ سَاءَ مَا يَحْكُمُونَ { 21 } وَخَلَقَ اللَّهُ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضَ بِالْحَقِّ وَلِتُجْزَى كُلُّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ وَهُمْ لا يُظْلَمُونَ { 22 } سورة الجاثية آية 18-22 .
ثُمَّ جَعَلْنَاكَ عَلَى شَرِيعَةٍ مِنَ الأَمْرِ سورة الجاثية آية 18 .
تفسير الحسن : الشريعة : الفريضة فَاتَّبِعْهَا وَلا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَ الَّذِينَ لا يَعْلَمُونَ سورة الجاثية آية 18 يعني : المشركين إِنَّهُمْ لَنْ يُغْنُوا عَنْكَ مِنَ اللَّهِ شَيْئًا سورة الجاثية آية 19 أي : إن اتبعت أهواءهم عذَّبتك ولم يغنوا عنك شيئًا ، وقد عصمه الله من ذلك ، وقضى أن يثبت على ما هو عليه وَإِنَّ الظَّالِمِينَ سورة الجاثية آية 19 المشركين بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ سورة الجاثية آية 19 في الدنيا ، وهم أعداءٌ في الآخرة ، يتبرَّأُ بعضُهم من بعض هَذَا بَصَائِرُ لِلنَّاسِ سورة الجاثية آية 20 يعني : القرآن وَهُدًى سورة الجاثية آية 20 يهتدون به وَرَحْمَةٌ لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ سورة الجاثية آية 20 .
قال محمدٌ : واحد البصائر : بصيرة.
أَمْ حَسِبَ الَّذِينَ اجْتَرَحُوا سورة الجاثية آية 21 اكتسبوا السَّيِّئَاتِ سورة الجاثية آية 21 الشرك.
قال محمدٌ : فمعنى اجْتَرَحُوا سورة الجاثية آية 21 : اكتسبوا ويقال : فلانٌ جارح أهله ، وجارحُهُ أهله ، أي : كاسبهم ومنه قيل لذوات الصيد : جوارح ، أَنْ نَجْعَلَهُمْ كَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سورة الجاثية آية 21 أي : لا نجعلهم مِثْلَهم ، الذين آمنوا وعملوا الصالحات في الجنة ، والمشركون في النار ، وهذا لقول أحدهم وَلَئِنْ رُجِعْتُ إِلَى رَبِّي سورة فصلت آية 50 كما يقولون : إِنَّ لِي عِنْدَهُ لَلْحُسْنَى سورة فصلت آية 50 يعني : الجنة إن كانت جنة سَوَاءً مَحْيَاهُمْ وَمَمَاتُهُمْ سورة الجاثية آية 21 مقرأ مجاهد بالرفع سواءٌ مبتدأ ، المعنى : المؤمن مؤمن في الدنيا والآخرة والكافر كافرٌ ، ومقرأ الحسن بالنصب : سَوَاءً سورة الجاثية آية 21 على معنى : أن يكونوا سواءً ، أي : ليسوا سواءً سَاءَ مَا سورة الجاثية آية 21 بئسما يَحْكُمُونَ سورة الجاثية آية 21 أن يجعلهم سواءً وَخَلَقَ اللَّهُ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضَ بِالْحَقِّ سورة الجاثية آية 22 أي : للبعث والحساب والجنة والنار.
أَفَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَهَهُ هَوَاهُ وَأَضَلَّهُ اللَّهُ عَلَى عِلْمٍ وَخَتَمَ عَلَى سَمْعِهِ وَقَلْبِهِ وَجَعَلَ عَلَى بَصَرِهِ غِشَاوَةً فَمَنْ يَهْدِيهِ مِنْ بَعْدِ اللَّهِ أَفَلا تَذَكَّرُونَ { 23 } وَقَالُوا مَا هِيَ إِلا حَيَاتُنَا الدُّنْيَا نَمُوتُ وَنَحْيَا وَمَا يُهْلِكُنَا إِلا الدَّهْرُ وَمَا لَهُمْ بِذَلِكَ مِنْ عِلْمٍ إِنْ هُمْ إِلا يَظُنُّونَ { 24 } سورة الجاثية آية 23-24 .
أَفَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَهَهُ هَوَاهُ سورة الجاثية آية 23 هو المشرك ، اتخذ هواه إلهًا ، فعبد الأوثان من دون الله.
قوله : وَأَضَلَّهُ اللَّهُ عَلَى عِلْمٍ وَخَتَمَ عَلَى سَمْعِهِ سورة الجاثية آية 23 فلا يسمع الهدى من الله ، يعني : سَمْعَ قبول وَقَلْبِهِ سورة الجاثية آية 23 أي : وختم على قلبه ، فلا يفقه الهدى.
وَجَعَلَ عَلَى بَصَرِهِ غِشَاوَةً سورة الجاثية آية 23 فلا يبصر الهدى فَمَنْ يَهْدِيهِ مِنْ بَعْدِ اللَّهِ سورة الجاثية آية 23 أي : لا أحد أَفَلا تَذَكَّرُونَ سورة الجاثية آية 23 .
قال محمدٌ : غشاوة : غطاء ، ومنه غاشيةُ السَّرْج ، وأنشد بعضُهم : صَحِبْتُكَ إذْ عَيْنِي عَلَيْهَا غِشَاوَةٌ فَلَمَّا انْجَلَتْ قَطَّعْتُ نَفْسِي أَلُومُهَا ويقال : غُشاوة برفع الغين ، وغَشْوة بفتحها بغير ألف ، وقد قرئ بهما.
وقوله : وَقَالُوا مَا هِيَ إِلا حَيَاتُنَا الدُّنْيَا نَمُوتُ وَنَحْيَا سورة الجاثية آية 24 أي : نموت ونُولَد.
قال محمدٌ : المعنى : يموت قومٌ ويحيا قومٌ ، وهو الذي أراد يحيى.
وَمَا يُهْلِكُنَا إِلا الدَّهْرُ سورة الجاثية آية 24 الزمان ، أي : هكذا كان من قبلنا ، وكذلك نحن.
قوله : وَمَا لَهُمْ بِذَلِكَ مِنْ عِلْمٍ سورة الجاثية آية 24 بأنهم لا يبعثون إِنْ هُمْ إِلا يَظُنُّونَ سورة الجاثية آية 24 إن ذلك منهم إلا ظن.
قال محمد : إن بمعنى ما أي : ما هم إلا يظنون.
وَإِذَا تُتْلَى عَلَيْهِمْ آيَاتُنَا بَيِّنَاتٍ مَا كَانَ حُجَّتَهُمْ إِلا أَنْ قَالُوا ائْتُوا بِآبَائِنَا إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ { 25 } قُلِ اللَّهُ يُحْيِيكُمْ ثُمَّ يُمِيتُكُمْ ثُمَّ يَجْمَعُكُمْ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ لا رَيبَ فِيهِ وَلَكِنَّ أَكَثَرَ النَّاسِ لا يَعْلَمُونَ { 26 } وَلِلَّهِ مُلْكُ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ يَوْمَئِذٍ يَخْسَرُ الْمُبْطِلُونَ { 27 } وَتَرَى كُلَّ أُمَّةٍ جَاثِيَةً كُلُّ أُمَّةٍ تُدْعَى إِلَى كِتَابِهَا الْيَوْمَ تُجْزَوْنَ مَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ { 28 } سورة الجاثية آية 25-28 .
قوله : وَإِذَا تُتْلَى عَلَيْهِمْ آيَاتُنَا سورة الجاثية آية 25 القرآن بَيِّنَاتٍ مَا كَانَ حُجَّتَهُمْ إِلا أَنْ قَالُوا ائْتُوا بِآبَائِنَا سورة الجاثية آية 25 أحيوا آباءنا حتى يصدقوكم بمقالتكم ، بأن الله يحيي الموتى ، قال الله جوابًا لقولهم : قُلِ اللَّهُ يُحْيِيكُمْ سورة الجاثية آية 26 يعني : هذه الحياة ثُمَّ يُمِيتُكُمْ سورة الجاثية آية 26 يعني : الموت ثُمَّ يَجْمَعُكُمْ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ لا رَيبَ فِيهِ سورة الجاثية آية 26 لا شكَّ فيه ، يعني : البعث وَلَكِنَّ أَكَثَرَ النَّاسِ لا يَعْلَمُونَ سورة الجاثية آية 26 أنهم مبعوثون.
قال محمدٌ : من قرأ حُجَّتَهُمْ سورة الجاثية آية 25 بالنصب جعل اسم كان أن مع صِلَتِها ، ويكون المعنى : ما كان حجتَهم إلا مقالتُهم ، ومن قرأ حُجّتُهم بالرفع جعل " حجّتهم " اسم كان و أَنْ قَالُوا سورة الجاثية آية 25 خبر كان.
قوله : وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ يَوْمَئِذٍ يَخْسَرُ الْمُبْطِلُونَ سورة الجاثية آية 27 المكذبون بالبعث وَتَرَى كُلَّ أُمَّةٍ سورة الجاثية آية 28 يعني : كفارها ، في تفسير الحسن.
جَاثِيَةً سورة الجاثية آية 28 على الرُّكَب ، في تفسير قتادة كُلُّ أُمَّةٍ تُدْعَى إِلَى كِتَابِهَا سورة الجاثية آية 28 ، إلى حسابها ، وهو الكتاب الذي كتبتْ عليهم الملائكة.
قال محمدٌ : يقال : جثا فلان يجثو إذا جلس على ركبتيه ، ومثله جَذَا يَجْذُو ، والجَذْوُ أشدُّ استقرارًا من الجثو ، لأن الجذوَ أن يجلس صاحبه على أطراف أصابعه.
ومن قرأ " كلُّ أمةٍ " بالرفع رفع كل بالابتداء ، والخبر تُدْعَى إِلَى كِتَابِهَا سورة الجاثية آية 28 ومن نصب جعله بدلًا من كل الأول ، المعنى : وترى كل أمة تُدْعَى إِلَى كِتَابِهَا سورة الجاثية آية 28 .
الْيَوْمَ تُجْزَوْنَ سورة الجاثية آية 28 أي : يقال لهم : اليوم تجزون.
هَذَا كِتَابُنَا يَنْطِقُ عَلَيْكُمْ بِالْحَقِّ إِنَّا كُنَّا نَسْتَنْسِخُ مَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ { 29 } فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ فَيُدْخِلُهُمْ رَبُّهُمْ فِي رَحْمَتِهِ ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْمُبِينُ { 30 } وَأَمَّا الَّذِينَ كَفَرُوا أَفَلَمْ تَكُنْ آيَاتِي تُتْلَى عَلَيْكُمْ فَاسْتَكْبَرْتُمْ وَكُنْتُمْ قَوْمًا مُجْرِمِينَ { 31 } سورة الجاثية آية 29-31 .
هَذَا كِتَابُنَا يَنْطِقُ عَلَيْكُمْ بِالْحَقِّ إِنَّا كُنَّا نَسْتَنْسِخُ مَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ سورة الجاثية آية 29 أي : ننسخ ما في كتب الحفظة ، ونثبت عند الله عز وجل.